أحيانا ما ينتج عن الفوضى أشياء جميلة، واليوم، على الرغم مما نعيشه، استطاع حراك الشعوب تحطيم أحلام اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة، ورسم مساراً جديداً ومثيراً نحو مستقبل أفضل بالنسبة لنا جميعاً.
ويلعب حراك مجتمعنا دوراً محورياً في هذه المعركة العالمية، ونحن نحقق الإنجازات واحداً تلو الآخر.
شكلت نتائج الانتخابات البريطانية خيبة أمل كبيرة لرئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي، ووجهت صفعة قاسية لخططها في الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفتحت الباب أيضاً أمام عودة بريطانيا إلى أوروبا الموحدة. يعود الفضل جزئياً في هذا إلى اعتمادنا التصويت التكتيكي بشكل ضخم وإقبال الشباب على التصويت والذي ساهم في قلب النتيجة في ٩٠٪ من المقاطعات التي عملنا عليها.
"لعب أعضاء آفاز في مختلف أنحاء بريطانيا دوراً هاماً في المساهمة في إعادة تشكيل سياساتنا من جديد."
استطاع ماكرون أن يؤكد بأنه لا يمكن لفرنسا إلا أن تكون منفتحة على الجميع، حيث وصل إلى سدة الرئاسة من خلال إحياء الأمل والترويج لقيم التسامح والوحدة، قبل أن يحقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية محققاً الأغلبية، في حين حافظ اليمين المتطرف بقيادة لوبان على ٨ مقاعد من أصل ٥٥٧ مقعداً برلمانياً. حقق الفيديو الذي أعددناه حول الانتخابات الفرنسية ملايين المشاهدات. وقد استطعنا عبر حملتنا ضد لوبان من الوصول إلى الناخبين بشكل أكبر من معظم الأحزاب الرئيسية في فرنسا.
وقع أكثر من مليون شخص على النداء الرسمي المطالب بحظر مادة الغليفوسات في أوروبا، أكثر سموم شركة مونسانتو ربحاً. ما أثار جدلاً واسعاً في البرلمان الأوروبي، ومن المرجح أن يتم سحب مشروع ترخيص استخدام هذه المادة الكيميائية من التداول. ساهم حراك آفاز في تعزيز النمو القياسي لهذه الحملة.
حدث هذا خلال الشهر الماضي فقط. لكننا حققنا إنجازات عديدة معاً في مواجهة اليمين المتطرف والقوى الساعية إلى ضرب الديمقراطية وإثارة الفرقة والانقسام في مختلف أنحاء العالم:
تواجه قرية فلسطينية صغيرة قرب القدس خطر التدمير والإزالة من قبل الجيش الإسرائيلي، لكننا نجحنا في تأخير عملية هدم منازلهم وصنعنا رمزاً جميلاً للمقاومة من خلال كتابة رسالة ضخمة بالحجارة تقول: "سنبقى هنا" على سفح جبل البابا مقابل المستوطنات الإسرائيلية. حيث تواجد فريق عملنا بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجتمعنا على الأرض من أجل تنظيم التحرك، ودعوة وسائل الإعلام العالمية لتغطيته من أجل تسليط الضوء على هذه القضية وحماية منازل سكان هذه القرية الصغيرة النائمة على سفح جبل البابا قرب القدس.
هُزم سياسي عنصري على شاكلة ترامب، حاول الوصول إلى سدة الرئاسة في هولندا، هزيمة ساحقة في الانتخابات. ويعود الفضل جزئياً في ذلك إلى المسيرة الشعبية الحاشدة التي خرجت في أمستردام من أجل الوحدة، بالإضافة إلى حملتنا الإعلانية الكبيرة حول الانتخابات والتي ربطت بين سياساته وبين سياسات ترامب.
عندما قرر ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس المناخية، عمد مجتمعنا إلى جمع التبرعات دعماً لمجموعة من الأطفال الذين قرروا مقاضاة الرئيس بسبب تعريض مستقبلهم للخطر. قد تُجبر هذه الدعوى القضائية غير المسبوقة الحكومة الأمريكية على التحرك من أجل مواجهة التغير المناخي.
هذا تذكير جميل لنا بقدرة الإنسانية على النهوض وإحياء شعلة متوهجة من الأمل في أكثر الأوقات حلكةً. في مثل هذا الأسبوع من ٥٠ عاماً تم اختطاف وقتل ثلاثة من قادة حراك الحقوق المدنية في الولايات المتحدة على يد جماعة كو كلس كلان اليمنية المتطرفة. لكن حراكاً قوياً وفعالاً خرج من رحم هذه الجريمة كان له أثر كبير في تغيير مجرى الأحداث. حيث تم تمرير قانونين متعلقين بالحقوق المدنية خلال السنوات الأربع اللاحقة، لتمهد الطريق بعد ذلك نحو المزيد من المساواة والعدالة في المستقبل.
تشكل هذه القصص التاريخية مصدر إلهام عميق بالنسبة لنا في مثل هذه الأوقات الصعبة. قصص عن محطات قاتلت فيها الشعوب ببسالة من أجل حقوقها وحققت انتصارات عظيمة رغم كل الصعاب، تاركةً وراءها أمثلة مشرقة للأجيال القادمة عن مدى قدرة الشعوب في إحداث التغيير الذي يحتاجه هذا العالم.
فلنواصل القتال من أجل مستقبلنا، ولنكتب فصول هذه القصة الجديدة عن الأمل معاً.
ملاحظة: إن كنت عضواً جديداً في مجتمع آفاز أو إن أردت التعرف على إنجازات حراكنا السابقة، نرجو منك الاطلاع على صفحة إنجازاتنا.
أخبروا أصدقاءكم عنا